كيف تختر صديقا"؟؟؟؟؟
الصديق رفيق الانسان,ليس في الدنسا فحسب بل في الآخرة أيضا".......ومن هنا تأتي أهمية الصداقة وخطورة انتقائهم.
اذا كان الصديق يكشف عن هوية صاحبه وعن موقعه في الحياة,حتى قيل))قل لي من تصاحب أقول لك من أنت))
فانه يأتي سؤال يقول:
هل كل الناس جديرون بالصداقة؟؟
وهل كل الأصدقاء على قدر متساوي في ضرورة تكوين العلاقة معهم؟؟؟؟؟؟
ان الاسلام يجيب على ذلك بتوضيح حقيقتين:
أولا":ليس كل الناس جديرين بالصداقة,بل يجب على الانسان أن يختار الأصدقاء من بين الناس كما يختار الطير الحب الجيد من الحب السيء.....
ثانيا":يجب على الانسان أن يكون معتدلا" في صداقته,فلا افراط ولا تفريط حتى مع الجيدين.
يقول الحديث الشريف:
((أحبب حبيبك هونا" ما,عسى أن يكون بغيضك يوما" ما, وأبغض بغيضك هونا" ما عسى أن يكون حبيبك يوما" ما))
وهذه حقيقة مهمة في الحياة لان الناس ليسوا جدرانا", أو أحجالاا" بل هم بشرتؤثر فيهم المؤثرات الاجتماعية, فمن كان منهم جيدا" الآن فلا يعني أنه سيبقى كذلك الى الأبد....ومن كان رديئا" فلا يعني أنه سيبقى كذلك,فلا يجوز أن تكون الصداقة مطلقة وبلا حدود بل يجب أن تكون مسيجة بحدودها المعقولة ومحدودة بمقاييسها الانسانية
ويتساءل المرء:
كيف هم أصدقاء الخير؟
كيف هم أصدقاء السوء؟
فلقد صنف الامام علي رضي الله عنه الاخوان الى نوعين: فقال:
((الاخوان صنفان اخوان الثقة واخوان المكاشرة))
((فاخوان الثقة كالكف والجناح,والأهل والمال,فاذا كنت في أخيك على ثقة فابذل له مالك,ويدك وصافي من صافاه, وعادي من عاداه,واكتم سره,وأظهر منه الحسن,))
((واما اخوان المكاشرة, فانك تصيب منهم لذتك,ولا تقطعن ذلك منهم,ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم,وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان))
وحسب هذا التصنيف فان الأصدقاء على نوعين:
النوع الأول:الأصدقاء الذين تتبادل معهم أواصر الثقة ولا تشوب علاقتك معهم أية شائبة, وهؤلاء في الحقيقة كف تضرب بهم العدو, وجناح تطير بهم في المجتمع, وأهل تأنس بهم في الحياة,ورأسمال وقت الحاجة.
وقد تسأل : كيف أستعين بأصدقائي وأحولهم الى كف وجناح وأهل ورأسمال؟؟؟؟؟؟
والجواب بأن تبادر أنت الى ذلك وتساعد اخوانك وتكون لهم كالكف والجناح.....
ولذلك يقول الامام علي كرم الله وجهه))فابذل له مالك ويدك))
فلا تبحث عن الأخذ فقط بل بادر بالعطاء, وعن طريقه اصنع منهم أصدقاء جيدين.
النوع الثاني:الأصدقاء الذين لا تربطك بهم ثقة كاملة,فباستطاعتك أن تحصل منهم على المشرب والمأكل, ولكن ((لا تقطعن ذلك منهم))
فاذا لم تحصل على أصدقاء الثقة فلا يعني ذلك أن تعيش وحيدا",بل تعامل مع هؤلاء كما يتعاملون معك و((ابذل لهم ما بذلوا لك)).
كذلك يقسم الامام علي رضي الله عنه الأصدقاء الى ثلاثة أنواع ويقول:
((الاخوان ثلاثة: واحد كالغذاء الذي نحتاج اليه في كل وقت وهذا هو العاقل, والثاني كالداء وهو الأحمق,والثالث كالدواء وهو اللبيب)).
فالنوع الأول هو الذي تحتاج اليه في كل وقت فلا يمكن أ تلغي حاجتك لصديق تأخذ منه المشورة الصائبة.
والنوع الثاني هم اللذين يسببون لك المشاكل دوما" ويضعوك في مواقف محرجة لأن الأحمق يضر عندما يكون في نيته أن ينفع.
والنوع الثالث هم الأصدقاء اللذين يتمتعون بالفهم والادراك ولهم خبرة في الأمورولكنهم ليسوا من أهل الثقة بل كالدواء لا يؤخذ دوما"
وهنا سؤال هام:
كيف نعرف الصديق الجيد من السيء؟؟؟
والجواب عن طريق الامتحان.
فلا يجوز أن نثق كل الثقة بالصديق الا بعد امتحانه,فلا يكفي أن يضحك في وجهك حتى تتخذه صديقا", فالنفوس كالمغارات لا يمكن اكتشافها بمجرد لقاء عابر,
يقول الامام علي كرم الله وجهه))لا تعرف الناس الا بالاختبار))
ويقول((لا تثق بالصديق قبل الخبرة))
وقول))لا ترغب في مودة من لم تكتشفه))
ويقول)):من قلب الخوان عرف جواهر الرجال))
وهنا لابد للاشارة الى نقطة هامة وهي أن الصديق ليس من تثق به ويثق بك فقط أو تحبه ويحبك فقط,بل الصديق الجيد من يجمعك واياه هدف واحد,فالحبيبان ليس من ينظر كل منهما في عيني الآخر بل ما كانا ينظران الى هدف واحد.
لأن المحبة يمكن أن تزول ولكن المبدأ والهدف يبقيان.
ان الصديق في الله هو الذي لا يتغير أبدا" لأن الله لا يتغير ومبادئه لا تزول وصديق المبدأ يبقى ببقائه.
يتبع................